الأحد، 13 أبريل 2014

حلبة المَوت الرومانــية [الكولوسيوم]

متجهين إلى ذلك المدرج العملاق الذي يحكي لنا كل حجر قديم فيه الكثير حكايات من العصور القديمة الذي شهدها  هيا ليحمل كلٌ منّا كُتيبه ويسجل كلمات الأسطورة التي خطها أباطرة الروم .ولتستعد جحافل جيوش الروم وتدق الأبواق لأننا سننطلق
 الكولزيو Colosseo بالإيطالية أو الفلافيوم Flavium باللاتينية
وهو اسم أُطلق على تمثال برونزي قديم بناه الإمبراطور المهووس بالعظمة نيرون الذي أراد أن يتمثل
بالإله أبوللو ، وقد بنى ذلك التمثال الضخم على مدخل قصره المُذهب ، وأطلق على تمثاله اسم كولوسيوم
أما المدرج الذي نتكلم عنه فهو مأخوذ من اسم ذلك التمثال الذي تم تحطيمه بعد إنتحار الإمبراطور نيرون

هذه صورة المدرج الكولوسيوم حالياً :



 
كما نرى هو مدرج عملاق يقع في وسط مدينة روما عاصمة إيطاليا biggrin ..
تاريخ بناؤه يعود إلى ألفي سنة في القرن 70م أو 72 م كما ذكر بعض المؤرخين
تم البدء في تشييد هذا المُدرج في عهد حكم الإمبراطور فيسباسيان سلف الإمبراطور نيرون ، وذلك بواسطة
الأموال المأخوذة كغنائم من معبد يهودي أثناء حصار القدس ، بالإضافة إلى الكم الهائل من الغنائم والكنوز
التي حصل عليها الرومان من بعد إنتصارهم في الثورة اليهودية الكبرى 70م
يعني مادفعوش حاجة من جيبهم biggrin
http://www.youtube.com/watch?v=q-vJNnTnCAk
ولعل البعض يسأل لماذا قرر الإمبراطور فيسباسيان بناء هذا المُدرج ?


وذلكَ لسببين :

نكاية في الإمبراطور السابق حارق روما نيرون وليمحو اسمه من ذاكرة التاريخ فقد كان إمبراطوراً قاسياً وطاغية
بل أنه من كثرة قسوته وجشعه قام بالإستيلاء على بعض أراضي شعبه وفرض الضرائب الباهضة على الشعب وبهذه الضرائب بنى بها تمثاله الذي بلغ ارتفاعه 38 متراً

والسبب الآخر : أراد منه الإمبراطور فيسباسيان أن يكون لعامة شعبه الذين كانوا يُحصون بالملايين وهذا الحشد كان متقلب المزاج

تم الإنتهاء من بناء الكولوسيوم في عهد ابنه الإمبراطور تيتوس عام 80 م ، أي أخذ حوالي ثمان إلى عشر سنوات لبناءه

وقد تعرض الكولسيوم لكثير من التغييرات خلال القرون الماضية .



كما نرى هذا المدرج البيضاوي الشكل من خلال حجمه الضخم وتصميمه
فهو من أعظم ما بناه الإنسان الروماني قديماً
ويدل على حضارة عريقة عاشت قديماً ولازال اسمها معروفاً للآن الحضارة الرومانية
هذا المدرج الضخم تم تشييده على أرض مستوية بمحيط 52 متراً
وقد أُستخدم في بناؤه الحجر الجيري والطوب،
ولاتعجب إذا قلت أنه هذا الصرح العظيم إنما عبارة عن مجموعة من الأعمدة المتضامنة مع بعضها البعض
حيث يتكون من أربعة طوابق ، و الطوابق الثلاث الأولى هي من الأعمدة المختلفة ، بينما يُعتبر الطابق الرابع
أو السقيفة عبارة قُبة سماوية كما قيل آنذاك ،
ويحوي على ثمانين مدخلاً مقوساً (الأبواب)
والتي تؤدي فوراً إلى درج يتصل سلسلة من الممرات
وكل ممر منها يؤدي لمقعد مُعين .
وأعتبرُ هذا نوع من الإبداع في فن المتاهة المعمارية ،
أي هو مثال حي لعظمة العقل البشري
فرغم عدم وجود التقنيات الحديثة إلاّ أنه قام ببناء مايضاهي
المباني الحديثة ، كالملاعب الرياضية والمسارح .


ناهيك عن العبقرية الفذة في تنظيم المدرج من الداخل 

 كما نرى هذا المدرج البيضاوي الشكل من خلال حجمه الضخم وتصميمه
فهو من أعظم ما بناه الإنسان الروماني قديماً
ويدل على حضارة عريقة عاشت قديماً ولازال اسمها معروفاً للآن الحضارة الرومانية
هذا المدرج الضخم تم تشييده على أرض مستوية بمحيط 52 متراً
وقد أُستخدم في بناؤه الحجر الجيري والطوب،
ولاتعجب إذا قلت أنه هذا الصرح العظيم إنما عبارة عن مجموعة من الأعمدة المتضامنة مع بعضها البعض
حيث يتكون من أربعة طوابق ، و الطوابق الثلاث الأولى هي من الأعمدة المختلفة ، بينما يُعتبر الطابق الرابع
أو السقيفة عبارة قُبة سماوية كما قيل آنذاك ،
ويحوي على ثمانين مدخلاً مقوساً (الأبواب)
والتي تؤدي فوراً إلى درج يتصل سلسلة من الممرات
وكل ممر منها يؤدي لمقعد مُعين .
وأعتبرُ هذا نوع من الإبداع في فن المتاهة المعمارية ،
أي هو مثال حي لعظمة العقل البشري
فرغم عدم وجود التقنيات الحديثة إلاّ أنه قام ببناء مايضاهي
المباني الحديثة ، كالملاعب الرياضية والمسارح .ناهيك عن العبقرية الفذة في تنظيم المدرج من الداخل 

 حيث يحوي على الساحة التي يتم فيها العرض بالوسط وقد بنيت أرضيته من الخشب وفُرشت بالرمال
والمنصة ومقاعد المتفرجين حيث يسع حوالي خمسين ألفَ متفرج ،
وكان الدخول مجانياً وإنما المكانة الإجتماعية هي التي تحدد للشخص أي المكان يجلس
فقد تم بناؤه طبقاً للطبقات الإجتماعية في روما ، أي هو نموذج مصغر عن إمبراطورية روما العريقة


ففي المقدمة في الطابق الأول كانت هناك منصة يجلس فيها مجلس الشيوخ
ولكل شيخٍ منهم مقعد خاصٌ به محفورٌ فيه اسمه
وفي الطابق الثاني يجلس الفرسان وطبقة رجال الأعمال ،
وفي الطابق الثالث والرابع يجلس عامة الناس محشورون فوق بعضهم البعض ninja
(قيل فيما بعد تم بناء طابق خامس من القواعد الخشبية للنساء
الذين سمح لهم الإمبراطور أغسطس بمشاهدة المُباريات)

وكذلك كان يحوي على كميات كبيرة من الآلات البسيطة حين ذاك
، من مصاعد وبكرات ودعائم .

الكولوسيوم ليسَ مدرجاً من الأعلى فقط ..
الكولوسيوم عن قرب بل كان يحوي أنفاقاً من الأسفل يتم وضع الحيوانات والعبيد الذي سيتصارعون في المباريات
نعم يتصارعون هذا المدرج ليس للغناء أو إستعراض الرقصات الشعبية والتمثيل biggrin
وإنما هو لإقامة أكثر العروض إثارة ووحشية 

  من مصارعة للحيونات والبشر ، ومن معارك بحرية
قيل أنه قد قُتل حوال تسعين ألفاً من الحيوانات البرية في العرض الإفتتاحي للمدرج hurt
فما بالك ببقية العروض على مدى تاريخه ..
أن الحيوانات التي تجلب للكولوسيوم من أكثر الحويانات ضراوة وشراسة التي يعرفها الإنسان
كالفيلة والأسود والنمر
علاوة إلى ذلك جلب أقوى المحاربين والمجرمين والعبيد لتقاتلوا فيما بينهم البين ..
بينما يكون الجمهور متعطشاً لرؤية المزيد من هذه العروض وتراه يشتغل غضباً حينما يكون العرضَ باهتاً
وليس بالمستوى المطلوب من الوحشية .

وكعادة المسارح الرومانية كان كلُّ باب رئيسي يوضع مُقابله بابٌ آخر ، ليخرج المتنافسون من الباب الأول
ويلقى بالجثث من الباب الآخر
ولهذا أُفضّل إستخدام كلمة قتلة بدلاً عن متنافسين ، حيث هنا قتال حتى الموت
قتال على الحفاظ على روحك فالخاسر سيموت حتماً
وفي حال حدوث الفيضانات كانت تتحول الحلبة لحوض مائي تُقام فيه المعارك المائية

 http://www.youtube.com/watch?v=hVBpiQ-NCxs
 وقد سُجلت آخر ألعاب فيه في القرن السادس الميلادي .
كما أنهُ قد أُقيمت فيه العديد من الحفلات الغنائية والمهرجانات وألعاب الخداع لكن كان هذا مؤخراً ، فكما سبق ذكره
قد بُني ليكون حلبة مصارعة ..

 كيف لحضارة عريقة من أعظم الحضارات البشرية القديمة أن تخلو من الأساطير .. وإذا قلنا روما

فلابد أن يرتبط بها الكولوسيوم ذلك الصرح العظيم الذي طوى في عتباته الكثير
من القصص الذي لانعرف منه الواقع من الخيال
وتلك الحكايات التي تروى لاتخلو من الدموية والعنف .. بل من حلبة الموت
احتوت العديد من الأفلام على مشاهد في الكولوسيوم ..
ومن هذا المنطلق نرى أن الأساطير تتجدد في هذا العصر أيضاً
اسطورة المجرم الذي لا يُقهر بطل الحلبة .. الذي قتل العديد من المجرمين
وأطاح بالعديد من الحيوانات البرية المتوحشة ، بينما يُطلب الجمهور المزيد من سفك الدماء
يظهر ذلك الغريب ليتحداه ويقضي عليه ، فيصبح المُخلِّص بطل روما
هكذا تكون الحكايات التي عهدناها
بينما يجمح خيال الروماني القديم لأبعد من ذلك بكثير
لتقع عيناه على العالم بأسره وأنه بإمتلاكه للكولسيوم قد أمتلك كل شيء ، وقد خضع له كل وحش وكل إنسان


تقول الأسطورة مادام الكولوسيوم قائماً ستبقى روما وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره

 من منا لايسأل كيف بقي هذا المدرج قائماً إلى وقتنا هذا
الحقيقة انه تعرض للكثير من المخاطر والكثير من الكوارث التي أودت به
ولكن قد أعيد بناء بعض أجزاءه وترميمه

ومن هذا نذكر :
غزوات البربر المتتابعة
الحريق الناجم عن البرق الذي أدى إلى انهيار الهياكل العلوية 217 إلى 222 م
حيث أُحتيج إلى خمس سنوات
لترميمها وفي هذه الفترة تم نقل مباريات الكولسيوم إلى سيرك مكاسيموس مؤقتاً

وكان هُناك حرقٌ آخر عام 250
وكذلك الزلازل المتعددة والتي جاءت في فترات قريبة من بعضها البعض :442 م و 470م و 484م
وخلال العصور الوسطى أيضاً لم يسلم من الزلازل حيث وقعت به أضرار جسيمة في زلزالي 847 و1349 في 12 القرن
وفي القرن التاسع عشر الميلادي أقيمت لجنة خاصة للحفاظ على الكولسيوم وقد أعيد ترميمه

في عام 1806م بعد زلزال عنيف آخر ،
وبين عامي 1993 و 2000 تم تنظيف أجزاء من الجدار الخارجي
الذي تضرر من عوادم السيارات في العاصمة روما

 في يوليو 2007 تم الإعلان أن الكولوسيوم أصبح من عجائب الدنيا السبع الجديدة

بعد اشتراك أكثر من 100 مليون شخص في التصويت عبر الهاتف والإنترنت

وهذه الصورة التذكارية له في وقتنا الحاضر ، حيث تعانق أعمدته البالية جدارن السماء
 وتشهد على نهاية كل يوم لتنتظر رائحة القهوة الساخنة في كل صباح .. وهكذا دواليك حتى شاخت أروقته
وباتت تنظر للحياة بعين التأمل لا الإثارة


0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية