السبت، 12 أبريل 2014

ههنا ... والآن

 
ههنا

ههنا، بين شظايا الشيء
واللاشيء، نحيا
في ضواحي الأبدية

نلعبُ الشطرنج أحياناً، ولا
نأبه بالأقدار خلف الباب
ما زلنا هنا
نبني من الأنقاض
أبراجَ حَمامٍ قمريّة

نعرفُ الماضي، ولا نمضي
ولا نقضي ليالي الصيف بحثاً
عن فروسيات أمس الذهبية

نحن من نحن، ولا نسألُ
من نحن، فما زلنا هنا
نرتقُ ثوبَ الأزلية


نحن أبناءُ الهواء الساخن-البارد
والماء، وأبناءُ الثرى والنار والضوء
وأرض النزوات البشرية

ولنا نصفُ حياةٍ
ولنا نصفُ مماتٍ
ومشاريعُ خلودٍ وهويّة

وطنيون كما الزيتون
لكنا مللنا صورة النرجس
في ماء الأغاني الوطنية

عاطفيون، بلا قصدٍ
غنائيون، عن قصدٍ
ولكنا نسينا كلماتِ الأغاني العاطفية

ههنا، في صُحبة المعنى
تمرّدنا على الشكل
وغيّرنا ختامَ المسرحية

نحن، في الفصل الإضافيّ
طبيعيّون، عاديّون
لا نحتكرُ الله
ولا دمعَ الضحية

نحن ما زلنا هنا
ولنا أحلامُنا الكبرى، كأنْ
نستدرجَ الذئبَ إلى العزفِ
على الجيتار في حفلةِ رقصٍ سنويّة

ولنا أحلامُنا الصُغرى، كأنْ
نصحو من النوم معافين من الخيبة
لم نحلمْ بأشياءَ عصيّة

نحن أحياءٌ وباقون، وللحلم بقيّة

ههنا، فيما تبقى من كلام الله
فوق الصخر
نتلو كلماتِ الشُكر في الليل وفي الفجر
فقد يسمعنا الغيبُ، ويوحي
لفتىً منا بسطرٍ من نشيد الأبديّة

الآن

الآن بين الأمس والغد، تغسلُ امرأةٌ
زجاجَ البيت. لا تنسى ولا تتذكّرُ

الآن، السماءُ نظيفةٌ

الآن، يسألني صديقٌ: ما هي الآن السعادة؟
ثم يمضي مُسرعاً قبل الجواب

الآن، بين الأمس والغد برزخٌ متموّجٌ ومؤقّتٌ
يقفُ الزمان، كأنّه يقفُ الهنيهة بين منزلتين

الآن، البلادُ جميلةٌ وخفيفةٌ

الآن، ترتقعُ التلال لترضعَ الغيمَ الشفيفَ
وتسمعَ الإلهام. والغدُ يانصيبُ الحائرين

الآن يصقلُ امسُنا أيقونة حجرية قمرية

الآن، نحيا ماضياً وغداً معاً ونسيرُ في
جهتين قد تتبادلان تحيّةً شعريّةً

الآن، للمعنى خدوشُ الحاضر المكسور كالجغرافيا

الآن، في قيلولة الزمن الصغير تغيّرُ الأبديّة
البيضاءُ أسماءَ المقدّس. لا نبيّ على
الطريق الساحليّ

الآن، يُولدُ شاعرٌ فينا وقد يختارُ أمّاً ما ليعرفَ نفسَهُ

الآن، ينبتُ حاضرٌ من زهرة الرّمّان

الآن، المدى مُلكُ السنونو وحدَها

الآن، أنتَ اثنان، أنت ثلاثة، عشرون،
ألفٌ، كيف تعرفُ في زحامكَ من تكون؟

الآن، كنت
الآن، سوف تكون

فاعرفْ من تكون .... كي تكون

ههنا ... والآن

ههنا والآن... لا يكترثُ التاريخُ بالأشجار
والموتى. على الأشجار أن تعلو، وأنْ
لا تشبهَ الواحدةُ الأخرى سموّاً وامتدادا
وعلى الموتى، هنا والآن، أن يستنسخوا
أسماءهم. أن يعرفوا كيف يموتون فرادى.
وعلى الأحياءُ أن يحييوا جماعاتٍ، وأن لا
يعرفوا كيف سيحيون بلا أسطورةٍ مكتوبةٍ...
تنقذهم من عثرات الواقع وفقه الواقعية
وعليهم أن يقولوا:
نحن ما زلنا هنا
نرصدُ نجماً ثاقباً
في كلّ حرفٍ من حروف الأبجديّة
وعليهم أن يغنّوا:
نحن ما زلنا هنا
نحملُ عبَ الأبديّة

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية